أضرار المخدرات
اضرار تعاطى المخدرات |
أولاً: الأضرار الصحية لتعاطي المخدرات
لقد ثبت علمياً بما
لا يدع مجالاً للشك أن تعاطي المخدرات أياً كان نوعها يؤثر تأثيراً مباشراً على
أجهزة البدن ، من حيث القوة والحيوية والنشاط ومن حيث المستوى الوظيفي أعضاء الجسم
وحواسه المختلفة .
1- أثر تعاطي المخدرات على العقل:
فقد أكد العلماء من
خلا لدراساتهم أن متعاطي المخدرات تصيبه أضرار جسيمة في قواه العقلية وقدراته
الفكرية وطاقاته المدركة ، حيث يصل الأمر به ساعة سكره إلى الحال التي يصبح فيها
عاجزاً عن أن يتبين حقاً ، وهذا أمر لا ننتظر سواه من إنسان غائب العقل ، مذبذب
الوجدان مهتز الشعور، مضطرب الإدراك معطل التفكير وننتقل حينها الى مرحلة علاج الادمان من الترامادول.
2- أثر تعاطي المخدرات على المخ والأعصاب :
يعتبر المخ هو أهم
عضو في تكوين الإنسان وهو الجوهرة الغالية والكنز الثمين الذي وهبه الله للإنسان،
والمخ يتكون من بلايين الخلايا العصبية التي تعمل ليل نهار بطريقة متجانسة، بواسطة
إشارات كهروكيميائية وكل مجموعة من خلايا المخ متخصصة في أداء وظيفة معينة،
فمجموعة نجدها مسؤولة عن الكلام وأخرى مسؤولة عن الإبصار، وهكذا بقية الحواس
والقدرات والمركبات المخدرة التي يتعاطها الفرد يكون لها تأثير مباشر على أماكن
معينة في الجهاز العصبي تسمى المستقبلات ، وهي التي تكون موجودة على جدران الخلية
العصبية ثم تتدخل تلك المركبات تدريجياً في عمل وظائف المخ، فيصبح المخ معتمداً
عليها اعتماداً كلياً، حتى يدخل الفرد مرحلة الإدمان وهنا تختل وظيفة المخ ككل
وتختل جميع الأجهزة التي يتحكم فيها المخ مثل الجهاز الهضمي والتنفسي والعضلي
والدورة الدموية الخ
تعاطي المخدرات يمزج
السم الزعاف بهذا السائل الحيوي الهام فيعيق من دورانه، وقد يوقفها فيموت الشخص في
الحال، والمواد المخدرة تسبب نقصاً في كمية هذا السائل وتكسر كراته الحمراء
والبيضاء ، كما تسبب فقراً به نتيجة لسوء التغذية ، المترتب على سوء الهضم
والامتصاص الذي يسببه الإدمان ، كما تؤثر المخدرات على الشرايين، فتفقد مرونتها
وتتمدد وتغلظ حتى تنسد أحياناً بتكون الجلطات، أو تضيق وتصاب بالتصلب وكلها تؤدي
إلى أمراض القلب ، التي تؤدي إلى الوفاة فجأة ، أو إلى حدوث جلطات في الأوعية
الدموية للمخ ، وهذا ينتج عنه شلل ووفاة وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن
المخدرات تساعد في الإصابة بمرض الإيدز، من خلال استعمال الحقن الملوثة بالدماء .
تعاطي المخدرات عن
طريق الحقن وغيرها من الأمور التي تسمم الدم بدرجة أكبر وبالتالي يزداد العبء
لدرجة أن يصبح معها الكبد تالفاً ومتليفاً وغير قادر على أداء وظائفه بنجاح .
5- أثر تعاطي المخدرات على الأنف والأذن والحنجرة :
إن استخدام الأنف
كطريق لتعاطي المخدرات عن طريق الشم يؤدي من حيث الأثر الضار والمفعول لأكثر من
الحقن في الوريد ذلك أن الغشاء المخاطي للأنف يحتوي على شبكة متشعبة جداً من
الشعيرات الدموية، مما يسهل الامتصاص عن طريقها ثم نقل هذه المادة لباقي أجزاء
الجسم عن طريق هذه الشعيرات ، ولذلك يلجأ المدمن إلى أخذ شمة واحدة في اليوم تجنبه
مشقة أخذ الحقن مرات ، خاصة لما يتوهم من توفر السرية في الشم ، تعاطي المخدرات عن
طريق الشم يؤدي إلى تآكل وضمور الغشاء المخاطي للأنف ومع استمرار التعاطي يحد ثقب
في الحاجز الأنفي وتشوهات بالأنف مما يؤدي إلى تكوين قشور سميكة بالأنف عند محاولة
التخلص منها ينتج نزيف متكرر، كما يؤدي ضمور الأغشية المخاطية إلى فقد كامل لحاسة
الشم، وما يتبعها من عدم التذوق، وبسبب التعاطي أيضاً يتم احتقان أغشية
"دهليز" الأنف في الحاجز الأنفي، مما يسبب صعوبة واستحالة التنفس عن
طريق الأنف ونتيجة لفقد مهام الأنف كصمام أمان للوقاية من حرارة الجو والرطوبة
والأتربة والجراثيم، ويشعر المدمن بجفاف في الحلق والتهابات متكررة في الحنجرة
والذبحة في الصوت، وطنين في الأذن، وتأثر الدورة الدموية لجاز التوازن بالأذن
الداخلية وإحساس بالغثيان والدوار وعدم القدرة على الاتزان خاصة أثناء المشي
والحركة .
بين الإدمان والمرض
النفسي علاقة وثيقة ، قد ينشأ كل منهما من نفس الأسباب التي تدفع شخصاً بذاته إلى
نوعية المرض النفسي قد تدفع شخصاً آخر إلى الإدمان .
v
الادمان قد يكون محاولة من الفرد للتغلب على الصعوبات
التي تواجهه وذلك بالهروب منها .
v الادمان قد يكون محاولة دفاعية من المدمن ضد المرض
النفسي المهدد وكأنه بديل عن المرض النفسي .
v الادمان عادة ما تصاحبه اضطرابات نفسية مختلفة نتيجة
للتسمم بالعقار .
v الادمان عادة ما ينتهي باضطرابات نفسية مختلفة .
كما يؤكد المتخصصون
من علماء النفس والأطباء النفسانيين أن ظاهرة الإدمان في حد ذاتها هي مرض نفسي ، وبسببها
يتحول الإنسان إلى خرقة من اللحم النتن، بلا غاية ولا كرامة ولا كيان، وقد توصلت
دراسات عديدة إلى أن تعاطي المخدرات ينتهي غالباً إلى الإدمان الذي يحدث أسوأ
الأثر في المستوى الخلقي والنفسي لضحاياه فيتميز أغلبهم بالأثرة وانهيار العاطفة
وعدم الإحساس بالمسئولية الاجتماعية والعائلية وضعف الإرادة والجبن وكراهية العمل
وزيادة الاضطرابات النفسية والسلوكية ، وللمخدرات تأثير ضار على الناحية النفسية،
سواء في المراحل الأولى من تعاطيها أو في المرحلة المتأخرة منها وهي الإدمان ،
فعندما يبدأ الشخص في تعاطي المخدرات يختلط عنده التفكير ولا يحسن التمييز ويكون
سريع الانفعال ، ثم تتبلد عواطفه وحواسه بعد ذلك ، وبتكرار التعاطي يصبح الشخص
كسولاً قليل النشاط مضيع لوقته في أحلام
اليقظة ولا يمكنه أن يخفي هذه الظواهر عن المجتمع فليلجأ إلى الخداع والغش والكذب
والتزوير وحيل نفسية متعددة وخرق القانون .
كما أن كثيراً من
الشباب الذين يتعاطون المخدرات يسقطون صرعى الأمراض العقلية والنفسية، فتظهر عليهم
الهلاوس السمعية والبصرية والحسية كأن يحس الشباب إحساساً خاطئاً بآلام في الجسم
أو ضمور في أطرافه أو كأن هناك حشرات تمشي على جلده، وقد يظهر المرض العقلي على
صورة شك عنيف في أفراد أسرته والمحيطين به وكل من يتعامل معهم، وعندئذ تكثر عنده
الأفكار الخاطئة ضد الغير، وفي الصورة النهائية تتدهور شخصية المدمن تماماً .
ثانيا : الآثارالاجتماعية لتعاطي المخدرات
إن تعاطي المخدرات
وإدمانها يمثل مشكلة اجتماعية خطيرة باتت تهدد أمن المجتمعات وسلامتها وتنعكس
آثارها على المجتمع من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية ، فالمخدرات
لعنة تصيب الفرد وكارثة تحل بأسرته وخسارة محققة لوطنه ، ذلك أن التعاطي يعود
بأسوأ النتائج على الفرد في إرادته وعمله ووضعه الاجتماعي ، حيث أنه بفعل المخدرات
يصبح شخصاً مفتقراً لتحقيق الواجبات العادية والمألوفة الملقاة على عاتقه ، والمدمن
بما ينفقه من مال على تعاطي المخدرات يقتطع جزءاً كبيراً من دخل الأسرة ، وهو بذلك
يمثل عبئاً اقتصادياً عليها ، وباستقطاع ذلك الجزء من الدخل تتأثر الحالة المعيشية
للأسرة ، فلا يستطيع تلبية الاحتياجات الضرورية لأفراد الأسرة ، مما يدفع
الأبناء إلى الشروع في بعض الأعمال غير المشروعة، كالتسول أو السرقة أو الدعارة
، وكلها من الأمراض الاجتماعية التي تفتك بالفرد والأسرة والمجتمع ، كما أن
المتعاطي الذي ينفق ماله على إدمانه للمخدرات لا يكون مقدراً للمسؤولية الملقاة
على عاتقه كرب أسرة ومسئول عنها ، بل هو قدوة سيئة وبالتالي ينشأ هؤلاء الأولاد
وليس لديهم أي شعور بالمسؤولية حيال أسرهم ومجتمعاتهم مستقبلاً وهذا الأمر خطير
على المجتمع حينما ينشأ أفراده على اتجاهات وسلوكيات سلبية نحو المجتمع ، هذا
بالإضافة إلى أن أسرة المتعاطي دائماً يسودها جو من التوتر والشقاق والخلاف بين
أفرادها ، فقد أثبتت البحوث والدراسات ارتفاع معدلات سوء العلاقات الزوجية والنزاع
الدائم بين الزوجين وانفصالهما في الأسر التي يوجد بها مدمني مخدرات ، وتبعاً لذلك
يرتفع معدل حدوث الاضطرابات بين الأطفال في هذه الأسر، مما يؤدي إلى لجوء الأحداث
أيضاً إلى التعاطي والانحراف .
المصدر
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات
0 التعليقات:
إرسال تعليق